لما أراد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم تقسيم غنائم حنين بدأ بتأليف قلوب وجهاء القبائل الذين اسلموا حديثا وترك المهاجرين والانصار لاسلامهم
فأعطى مائة من الإبل الى نحو خمسين رجلا منهم وكان ممن اعطى
الأقرع بن حابس التميمي سيد بني تميم ، وعيينة بن حصن الفزاري سيد غطفان
وأعطى عباس بن مرداس أربعاً وقيل خمسين فسخطها وأنشأ يقول:
أتجعل نهــبـــي ونهـــب العبيد(1) ـ ـ ـ بــيــــن عيــــيـــنة والأقــرع
فما كان حصـن ولا حــابـــس ـ ـ ـ يفــوقــان مـرداس فــي مجمع(2)
وما كنــت دون امــرئ منـهما ـ ـ ـ ومن تــضــع اليــوم لا يـرفع(3)
لانه ظن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطاهم لوجاهتم
ولكن رسول الله اعطاهم ليتألف قلوبهم لانهم كانوا حديثي عهد بالاسلام
فطلبه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم
فلما جاءه قال له: أنت القائل: أتجعل نهبي نهب العبيد؟
ثم التفت إلى علي رضي الله عنه وقال له: يا علي قم إليه فاقطع لسانه.
فظن ابن مرداس ان الكلام على ظاهره، فقال لعلي : يا علي انك لقاطع لساني؟
قال : إنّي ممض فيك ما اُمرت، ثم أدخله الحظائر وقال له: اعقل ما بين أربعة إلى مائة.
فقال لما رأى ذلك : بأبي أنت واُمي ما أكرمك وأحلمك ،
فقال له علي رضي الله عنه: انّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أعطاك أربعاً وجعلك من المهاجرين،
فإن شئت فخذها، وإن شئت فخذ المائة وكن مع أهل المائة.
فقال: أشِر أنت عليَّ.
فقال له علي رضي الله عنه : إني أرى أن تأخذ ما أعطاك وترضى، ففعل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهبي أي سهمي في الغنائم والعبيد فرسه
(2) أي أبائهم ما كانوا يفوقون أبي في المجامع العامة .
(3) أي الامر امرك وانت رسول الله ومن تضعه اليوم انت لن يرفع فالعزة لله ورسوله