يرى علماء النفس أنّ التفكير بالمشكلة
يمرّ بأربع مراحل حتّى يتمكّن المراهق أو الشاب أو الانسان
بشكل عام من حلّ مشكلته :
1 ـ مرحلة الاعتراف بالمشكلة وفهمها ، ذلك أنّ بعض الناس لا يريد أن
يعترف أنّ هناك مشكلة ، ولا يحاول أن يتفهّم مشكلته ، وبذلك يصعب
عليه علاجها .
2 ـ مرحلة توليد الأفكار والفرضيات، أي أن يضع احتمالات للحلّ.
3 ـ مرحلة اتّخاذ القرار بالفرضية المناسبة ، أي أ نّه يرجّح إحدى
الفرضيّات على أ نّها هي الكفيلة بحل مشكلته فيعتمدها .
4 ـ مرحلة اختيار الفرضية وتقويمها ، أي بدء العمل بالفرضية
أو الحل المقترح .
لكنّ هذه المراحل ـ كما يرى آخرون ـ ليست حتمية ، أي ليس بالضرورة أن
نستحضر الخطوات الأربع حتّى نصل إلى حل للمشكلة، فقد يمكن التوصّل
إلى الحلّ باتباع بعضها ، وبصفة عامّة فإنّنا نحتاج إلى تحديد المشكلة
بالكشف عن أسبابها الرّئيسة والثانويّة ، ودوافعها الكامنة ،
وأن نعالج الأسباب لا المظاهر ، وقد نحتاج في ذلك إلى تعاون أصحاب
التجربة ممّن نثق بهم ويُخلصون إلينا ، ويبقى دور الشاب
أو الشابّة في المساهمة بحلّ مشكلته الأهم لأ نّه
يعلِّمه كيف يواجه المشاكل في الحاضر والمستقبل ،
ويمنحه الثقة بنفسه وبقدراته إن هو أفلح
في تذليل وتذويب المشكلة ، ذلك أنّ حلّه لها يكسبه القوّة
والاستمرار والاستقرار .
تعالوا إذاً نحلّ مشاكلنا بأنفسنا أوّلاً .
ولنتّفق على أنّ من يخطئ عليه أن يصحّح خطأه ، وأن من يسبّب في إثارة
مشكلة عليه أن يعمل على حلّها أو إخماد نيرانها فـ
« ما حكّ جلدك مثل ظفرك » ،
غير أنّ هذا لا يعني كقاعدة على طول الخطّ ، فقد نستعين في
المواقف الصعبة أو العصيبة بمن هم أكثر خبرة ودراية وأعمق نظراً وفكراً،
وليس في ذلك بأس فحتّى الأمم تستعين بأصحاب الاختصاص لحلّ مشاكلها .
فمن بين أشكال التعاون على البرّ والتقوى هي المعاونة على تذليل الصعاب
وحلّ المشاكل ، أو إغاثة الملهوف أو المستغيث الذي يحتاج إلى من يسعفه
ويمدّ له يد المساعدة لإخراجه من مأزقه